كان عبد المطلب نذر حين لقي من قريش العنت في حفر بئر زمزم لئن ولد له عشر نفر وبلغوا معه حتى يمنعوه لينحرن أحدهم عند الكعبة لله تعالى, ولم يكن له ولد إلا الحارث.
ولما بلغ أولاد عبدالمطلب عشرةوعرف أنهم سيمنعونه أخبرهم بنذره فأطاعوه وقالوا كيف نصنع؟
قال يأخذ كل رجل منكم قدحا ( والقدح --- هو السهم الذي لا نصل فيه) ثم يكتب فيه اسمه ففعلوا وأتوا بالقدح, فدخلوا على هبل في جوف الكعبة وكان أعظم أصنامهم, وهو على بئر يجمع فيه ما يهدى إلى الكعبة, فقال عبدالمطلب لصاحب القداح ( يعني الكاهن) اضرب على بني هؤلاء بقداحهم هذه وأخبره بنذره الذي نذر, وكان عبدالله ( أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم) أصغر إخوته وأحبهم إلى أبيه.
فلما أخذ صاحب القداح يضرب, قام عبدالمطلب يدعو الله تعالى, ثم ضرب صاحب القداح ( الكاهن) فخرج قداح عبدالله, فأخذ عبدالله بيده وأقبل على ايساف ونائلة وهما الصنمان اللذان ينحر الناس عندهما.
فقامت قريش من أنديتهافقالوا ماذا تريد أن تصنع؟
قال : أذبحه
فقالت قريش: والله لا ندعك تذبحه أبدا حتى تعذر فيه(يفديه ), ولئن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتي بابنه يذبحه.
فقال المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم: والله لا تذبحه حتى تعذر فيه فإن كان فداؤه بأوالنا فديناه.
وقالت قريش وبنوه: لا تفعل, وانطلق إلى كاهنه بالحجر فسلها, فإن أمرتك بذبحه ذبحته, وإن أمرتك بمالك وله فيه فرج قبلته.
فأنطلقوا حتى أتوها فقص عليها عبدالمطلب خبره.
فقالت لهم: ارجعوا اليوم حتى يأتيني تابعي فأسأله.
فرجعوا عنها, ثم غدوا عليها.
فقالت: نعم قد جاءني الخبر فكم دية الرجل عندكم؟
قالوا: عشرة من الإبل. وكانت كذلك.
قالت: ارجعوا إلى بلادكم وقربوا عشرا من الإبل واضربوا عليها وعليه بالقداح, وإن خرج صاحبكم فزيدوا في الإبل عشرا ثم اضربوا أيضا حتى يرضى ربكم, وإن خرجت على الإبل فانحروها فقد رضي ربكم ونجا صاحبكم.
فخرجوا حتى أتوا مكة ثم قربوا عبدالله وعشرا من الإبل فخرجت القداح على عبدالله, فزادوا عشرا فخرجت القداح على عبدالله, فما برحوا يزيدون عشرا وتخرج القداح على عبدالله حتى بلغت الإبل مئة ثم ضربت فخرجت القداح على الإبل.
فقال من حضر: قد رضي ربك يا عبدالمطلب.
فقال عبدالمطلب: لا والله حتى أضرب ثلاث مرات.
فضربوا ثلاثا فخرجت القداح على الإبل فنحرت, ثم تركت لا يصد عنها إنسان ولا سبع.
والسبب في نذر عبدالمطلب كان----- لما عارضه عدي بن نوفل بن عبدمناف في حفر بئر زمزم وآذاه وقال: يا عبدالمطلب أتستطيل علينا وأنت فذ ( فرد) ولد لك؟)
فقال عبدالمطلب: أبالقلة تعيرني! فوالله لئن أتاني الله عشرة من الولد ذكورا لأنحرن أحدهم عندالكعبة)
وقيل سفه عليه وعلى ابنه ناس من قريش ونازعوهما وقاتلوهما فاشتدت بذلك بلواه وكان معه ولده الحارث ولم يكن له سواه, فنذر ذلك النذر الذي ذكر سابقا.
الأربعاء مايو 20, 2009 9:33 am